و أما الرزق، فهو ما للحي الانتفاع به علي وجه لا يکون لأحد منعه منه، و هذا لا يطلق إلا فيما هو حلال فأما الحرام فلا يکون رزقاً لأنه ممنوع منه بالنهي، و لصاحبه أيضاً منعه منه، و لأنه أيضاً مدحهم بالإنفاق مما رزقهم، و المغصوب و الحرام يستحق الذم علي إنفاقه، فلا يجوز أن يکون رزقاً.
و قوله: «وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ» حكي عن إبن عباس انها الزكاة المفروضة يؤتيها احتساباً. و حكي عن إبن مسعود أنها نفقة الرجل علي أهله، لأن الآية نزلت قبل وجوب الزكاة. و قال الضحاك: هو التطوع بالنفقة فيما قرّب من الله و الأولي حمل الآية علي عمومها فيمن أخرج الزكاة الواجبة و النفقات الواجبة و تطوع بالخيرات.
و أصل الرزق الحظ لقوله: «وَ تَجعَلُونَ رِزقَكُم أَنَّكُم تُكَذِّبُونَ»[1]: أي حظكم، و ما جعله حظا لهم فهو رزقهم.
و الإنفاق أصله الإخراج، و منه قيل: نفقت الدابة إذا خرجت روحها، و النافقاء، جحر اليربوع، من ذلک لأنه يخرج منها. و منه النفاق لأنه يخرج إلي المؤمن بالايمان و الي الكافر بالكفر.