نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 106
و شركاؤكم عليه و اعوانكم- و قد تبين لكم بامتحانكم، و اختباركم عجزكم و عجز جميع الخلق عنه و علمتم انه من عندي، ثم أقمتم علي التكذيب به و قوله: «وَ لَن تَفعَلُوا» لا موضع له من الاعراب، و انما هو اعتراض بين المبتدأ و الخبر، كقولك: زيد- فافهم ما أقول- رجل صدق. و انما لم يكن له موضع اعراب، لأنه لم يقع موضع المفرد. و معني (و لن تفعلوا): اي لن تأتوا بسورة من مثله ابداً، لأن (لن) تنفي علي التأبيد في المستقبل و في قوله: (و لن تفعلوا) دلالة علي صحة نبوته، لأنه يتضمن الاخبار عن حالهم في المستقبل بأنهم لا يفعلون و لا يجوز لعاقل ان يقدم علي جماعة من العقلاء يريد تهجينهم فيقول:
أنتم لا تفعلون إلا و هو واثق بذلك، و يعلم ان ذلک متعذر عندهم و ينبغي ان يکون الخطاب خاصاً لمن علم اللّه انه لا يؤمن، و لا يدخل فيه من آمن فيما بعد و إلا کان كذبا و قوله: «فَاتَّقُوا النّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُ». الوقود- بفتح الواو- اسم لما يوقد. و الوُقود- بضمها-: المصدر. و قيل إنهما بمعني واحد في المصدر و اسم الحطب. حكاه الزجاج و البلخي. و الاول أظهر.
«اتَّقُوا اللّهَ»- مشددة- لغة اهل الحجاز. و بنو أسد و تميم يقولون:
«اتَّقُوا اللّهَ» خفيف بحذف الألف.
(الحجارة) قيل: إنها حجارة الكبريت لأنها أحر شيء إذا حميت. و روي ذلک عن إبن عباس و إبن مسعود. و الظاهر إن النّاس و الحجارة: وقود النار و حطبها کما قال: «إِنَّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ»[1] تهيباً و تعظيما بأنها تحرق الحجارة و النّاس.
و قيل: إن أجسادهم تبقي علي النار بقاء الحجارة الّتي توقدها النار بالقدح و قال قوم معناه: أنهم يعذبون بالحجارة المحماة مع النار. و الاول أقوي و أليق بالظاهر. و انما جاز أن يکون قوله: (فاتقوا النار) جواب الشرط مع لزوم الاتقاء