ثم مر بعبد اللّه بن حكيم بن حزام فقال : هذا خالف اباه في الخروج ،
و ابوه حين لم ينصرنا قد احسن في بيعته لنا و ان قد كف و جلس و شل في القتال ،
ما الوم اليوم من كف عنا و عن غيرنا ، و لكن المليم الذى يقاتلنا .
ثم مر بعبد اللّه بن المغيرة بن الاخنس فقال : اما هذا فقتل ابوه يوم قتل عثمان في الدار فخرج مغضبا لقتل ابيه و هو غلام حدث لا علم له بعواقب الامور .
ثم مر بعبد اللّه بن عثمان بن الاخنس فقال : اما هذا فكأنّي انظر اليه و قد اخذ القوم السيوف هاربا يعدو من الصف ، فنهنهت عنه فلم يسمع من نهنهت حتى قتله ،
و كان هذا مما خفي على فتيان قريش اغمار لا علم لهم بالحرب ، خدعوا و استرابوا ،
فلما وقفوا لججوا فقتلوا .
ثم مر بكعب بن سور القاضي رئيس الأزد و هو صريع بين القتلى ،
و المصحف في عنقه فقال عليه السلام : نحوا المصحف ، و ضعوه في مواضع الطهارة ،
هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعم انه ناصر امّه ، يدعو الناس الى ما فيه المصحف و هو لا يعلم ما فيه ، ثم استفتح فخاب كل جبار عنيد ، انه دعى اللّه ليقتلني ، فقتله اللّه أجلسوا كعبا فاجلس فقال : يا كعب لقد وجدت ما وعدني ربي حقا ، فهل وجدت ، ما وعدك ربك حقا ثم قال : اضجعوا كعبا .
و مر على طلحة فقال : هذا الناكث بيعتي ، و المنشىء الفتنة فى الامة ،
و المجلب علي ، و الداعي الى قتلي ، و قتل عترتي ، اجلسوا طلحة بن عبيد اللّه فأجلس ، فقال له : يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما عدك ربك حقا ؟ لقد كانت لك صحبة ، و لقد شهدت و سمعت و رأيت ، و لكن الشيطان ازاغك و امالك فأوردك جهنم ثم قال : أضجعوا طلحة .
ثم سار ، فقال له بعض من كان معه : أتكلّم كعبا و طلحة بعد قتلهما ؟