فقال عليه السلام : اما و اللّه لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول اللّه يوم بدر .
و مر بعبد اللّه بن خلف الخزاعي و عليه ثياب حسان فقال الناس : هذا و اللّه رأس الناس فقال عليه السلام : ليس برأس الناس و لكنه شريف ، منيع النفس .
و مر بعبد الرحمن بن عتاب بن اسيد فقال : هذا يعسوب القوم ، و رأسهم كما ترون .
هذا اللباب المحض من بني عبد مناف ، ثم قال : شفيت نفسي و قتلت معشرى الى اللّه اشكو عجري و بجري ، قتلت الصناديد من بني عبد مناف ، و افلتني الاغيار من بني مذحج ، فقال قائل : لشدّ ما اطريت هذا الفتى منذ اليوم يا امير المؤمنين فقال عليه السلام : انه قام عني و عنه نسوة لم يقمن عنك .
ثم نادى مناديه : من أحب ان يوارى قتيله فليواره .
و قال عليه السلام : واروا قتلانا في ثيابهم التي قتلوا فيها فانهم يحشرون على الشهادة و اني لشاهد لهم بالوفاء .
ثم رجع الى خيمته و دعى عبد اللّه بن رافع كاتبه فكتب كتابا الى اهل المدينة ، و كتابا الى اهل الكوفة يخبرهم بما جرى ، و يبشرهم بالفتح ، و سنذكرهما في باب المختار من رسائله عليه السلام ان شاء اللّه .
ثم توجه امير المؤمنين الى البصرة و معه بعض اصحابه حتى وصلوا الى بيت المال ، فأمرهم بفتح الابواب التي داخلها المال ، فلما رأى كثرة ما فيها قال :