فقال:
يا غُدَرُ[1] واللَّه
ما جئت الا في غسل سَلْحَتِك.[2]
قال:
فرجع اليهم فقال لابي سفيان واصحابه: لا واللَّه ما رأيت مثل محمد رُدَّعما جاء له
فارسلوا اليه سهيل بن عمرو وحُوَيْطَب بن عبدالعُزّي فامر رسولُ اللَّه صلى الله
عليه و آله فَاثِيرَتْ فى وجوههم البُدْنُ فقالا: مجيء من جئت؟
قال:
جئت لأطوف بالبيت واسعى بين الصفا والمروة وانحر البدن وأخلّى بينكم وبين لحمانها.
فقالا:
إنّ قومك يناشدونك اللَّه والرحم[3] أن تدخل
عليهم بلادهم بغير اذنهمتقطع أرحامهم وتجري عليهم عدوّهم، قال: فأبي عليهما رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله إلّا أن يدخلها.
و
كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله اراد أن يبعث عمر، فقال: يا رسول اللَّه إنّ
عشيرتي قليل وإنّي فيهم على ما تعلم ولكنّي أَدلُّك على عثمان بن عفان، فأرسل اليه
رسول اللَّه عليه السلام، فقال:
انطلق
الى قومك من المؤمنين فبشّرهم بما وعدني ربي من فتح مكة فلمّا انطلق عثمان لقي
أبان بن سعيد فتأخّر عن السرح[4] فحمل
عثمان بين يديهدخل عثمان فأعلمهم وكانت المناوشة[5]
فجلس سهيل بن عمرو عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و جلس عثمان في عسكر
المشركين وبايع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المسلمينضرب باحدي يديه على
الاخري لعثمان[6] وقال
المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل فقال رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله: ما كان ليفعل فلمّا جاء عثمان قال له رسول اللَّه صلى
الله عليه و آله أطفت بالبيت؟ فقال:
[1] . قال الجزري: في حديث الحديبية: قال عروة بن مسعود
للمغير: يا غدر هل غسلت غدرتك إلّا بالأمس. غدر معدول غادر للمبالغة يقال للذكر:(
بضم الغين وفتح الدال) وللاثنى: غدار- كقطام وهما مختصان بالنداء في الغالب.