داؤد بن سرحان عن أبي عبداللَّه
عليه السلام قال: ان زينب بنت جحش قالت أيري رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن
خَلَّى سبيلنا ان (أَنّا) لا نجد زوجاً غيره؟ وقد كان اعتزل نسائه تسعاً وعشرين
ليلة فلمّا قالت زينب الذي قالت بعث اللَّه عزّوجلّ جبرئيل الى محمد فقال: «قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ
الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ» الآيتين كلتيهما فقلن: بل نختار اللَّه ورسوله والدار الآخرة.[1]
[0/
14] و عن احمد بن محمد بن العاصمي عن علي بن الحسن بن فضال عن علي بن
اسباط عن عمّه يعقوب بن سالم عن أبيبصير عن ابي عبداللَّه عليه السلام قال: قلت
له أرأيت قول اللَّه عزوجل: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ
مِنْ بَعْدُ» فقال: انما لم يحل له النساء التي حرم اللَّه عليه في هذه الآية:
«حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ» في هذه
الاية كُلِّها ولو كان الامر كما يقولون لكان قد أحلّ لكم ما لم يحلّ له هو لِانَّ
احدكم يستبدل كُلَّما اراد ولكن ليس الأمر كما يقولون. أحاديث آل محمد خلاف أحاديث
الناس، ان اللَّه عزّوجلّ أحلّ لنبيه أن ينكح من النساء ما أراد إلّاما حرّم عليه
في سورة النساء في هذه الآية.[2]
أقول:
يرد ما يرد على خبر الحلبي، على أنّ وثاقة يعقوببن سالم لم يثبت بوجه راحج.
[748/
15] و عنه عن حسن بن سماعة عن وهب بن (وهيب- ظ) بن حفص عن أبيبصير عن
أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ زينب بنت جحش قالت لرسول اللَّه: لا تعدل و أنت
نبي.
فقال:
تَرِبَتْ (تربيت- خ ل) يداك اذا لم أعدل فَمَنْ يعدل. قالت: دعوتَ اللَّه يا رسول
اللَّه ليقطع يداي؟ فقال: لا، ولكن لَتَتْربان، فقالت: انك ان طلقتنا وجدنا في
قومنا أكفاءنا فاحْتُبِسَ الوحي عن رسول اللَّه تسعاو عشرين ليلة ثم قال ابو جعفر
عليه السلام: فَانِفَ اللَّه لرسوله فأنزل اللَّه عزّوجلّ: «يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ ...» فاخترن
اللَّه ورسوله ولم يكن شيء ولو اخترن أنفسهن لَبِنَّ.[3]