ما رفضه العلم الحديث بشده
فجاءت محاوله الصدر حلا للمشكله على هذا الصعيد.
فحتى
اليوم هناك من يرى فى تنحيه المنطق الأرسطى تنحيه للفكر الاسلامى عموما لكن الصدر
نجح فى تنحيه المنطق الارسطى (طبعا جوانب أساسيه منه) دون ان يضعف موقف الدين، و
أعاد تشكيل العلاقه بين العلم و الدين بعيدا عن عنصر الارباك هذا.
لقد
كان هناك احساس بوجود دين و علم و كل واحد منهما له تفكيره و تعاطيه مع الأمور،
هذه الغربه كان لها بعض الايجابيات فلم تجرف الدين فى تيار التحولات العلميه
السريعه التى حصلت سيما ما بين القرن العشرين و ما سبقه، لكن جمله من السلبيات
كانت فى انتظار سوء العلاقه هذه، و من هنا كان تطور العلم و تقدمه محسوبا كتراجع
للمنهج الآخر و كان ذلك يصب عمليا فى ضرر القضيه الدينيه.
لذلك
كان منهج الصدر بدايه ممتازه لكسر جدار الجفاء بين الدين و العلم، فالسبب الذى دعى
الصدر- كما سنرى- لتأليف الاسس المنطقيه للاستقراء أو فلنقل أحد الاسباب كان عباره
عن اثبات الصانع، لقد كانت النتيجه الأخرى التى رافقت هذا الاثبات من الأهمية
بمكان[1].
[1] - الأسس المنطقيه 429 بنقل از كتاب علم الكلام
المعاصر ص 125 و ما بعد آن.