طبقا لما يعرف عاده من أساليب
فى حياه الناس، و لا بد من ممارسه متدرجه أنضجته و وضعته على خط القياده لذلك
التيار.
خلافا
لذلك نجد أن محمدا صلى اللّه عليه و آله قد مارس بنفسه القياده الفكريه و
العقائديه و الاجتماعيه، و دون أن يكون تاريخه كانسان أمىّ لم يقرأ و لم يكتب، و
لم يعرف شيئا من ثقافه عصره، و أديانه المتقدمه، يرشحه لذلك من الناحيه الثقافيه،
و دون أن تكون له أىّ ممارسات تمهيديه لهذا العمل القيادى المفاجئ.
على
ضوء ذلك كله ننتهى الى الخطوه الرابعه التى نواجه فيها التفسير الوحيد المعقول و
المقبول للموقف و هو افتراض عامل اضافى وراء الظروف و العوامل المحسوسه و هو عامل
الوحى و النبوه الذى يمثل تدخل السماء فى توجيه الارض[1].
و
الخلاصه:
فى
هذا الجو (اى أزمه العلاقه بين العلم و الدين) بالذات جاء مشروع السيد محمد باقر
الصدر المعرفى الذى يسجل له نقطه امتياز جديده حيث أحدث تقاربا شديدا بين المنهج
العقائدى و المنهج العلمى الحديث. فقد نجح الصدر الى حد بعيد فى قلب قسم من
المعادله التاريخيه التى كانت تحكى عن تناقض بين العلم و الدين، لقد كان منطق
التفكير الدينى عموما منطقا لا يتلاءم من حيث أدواته و آلياته و المنطق العلمى
السائد، و أحد أهم اسباب ذلك اعتماد منطق أرسطو اساسا لعمليات التفكير و هو