قال
اللّه تعالى: وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ.[1]
المرح:-
كما قيل- شدّة الفرح و التوسّع فيه. و في المجمع: «أي بطرا و خيلاء».
و
لعلّ الأوّل أيضا يرجع إليه و هو الأنسب بذيل الآية، و عليه، فالنهي راجع إلى
التكبّر و الفخر، و لا خصوصيّة للمشي. و لاحظ البحث فيّ عنوان «الكبر» في حرف «ك».
و
بالجملة، النهي غير متوجّه إلى المسلمين، و عموم الذيل لا يثبت الحرمة.
498.
المنّة كثيرا
في
صحيح مسعدة بن زياد عن الصادق عليه السّلام: «لا يدخل الجنّة العاقّ لوالديه، و
مدمن الخمر، و منّان بالفعال للخير إذا عمله».[2]
و
هو يبطل ثواب الصدقات، قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ الْأَذى.[3] و
قال تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ
لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَ لا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ
رَبِّهِمْ.[4]
و
لا تبعد دلالة الرواية على الحرمة في موردها و هو المنّ الكثير، لأجل السياق، و
لكن لا أدري هل بها قائل أم لا؟
و
في بعض كتب اللغة: «منّ عليه بما صنع: ذكر و عدّد له فعله له من الخير، مثل أن
يقول له: أعطيتك كذا، و فعلت لك كذا، و هو تكدير و تعيير تنكسر منه القلوب».
و
هل يعتبر مواجهة الممنون عليه في صدق المنّ أم لا؟ الظاهر لا، و لا سيّما بعد عطف
«الأذى» على «المنّ» في الآية، فلاحظ و تأمّل.