القيام لا خصوصية له و إنّما
المحرّم هو الدعاء فقط. و يحتمل ضعيفا أن يكون المحرّم هو مجموع الأمرين: القيام،
و الدعاء له، فإذا انتفى أحد الأمرين، انتفت الحرمة بلحاظ دلالة الآية الكريمة.
نعم، علمنا من قصّة إبراهيم عليه السّلام حرمة الدعاء له مطلقا و إن كان الداعي غير
قائم على قبره، كما سبق بحثه في اتّخاذ الكفّار أولياء.
القياس
تواترت
الروايات على منع العمل في دين اللّه بالقياس و الرأي، و نقل جامع أحاديث الشيعة
أكثر من مائة و ثلاثين حديثا عليه.[1] و لا شكّ
في أنّه غير حجّة، و العمل به غير مجز عن الواقع، كما أنّه لا شكّ في حرمة الإفتاء
به لأجل أنّه بدعة، و افتراء، و قول بلا علم، و لكن هل يحرم العمل به حرمة
تكليفيّة على حدّ حرمة شرب الخمر و غيره أم لا؟ فيه تردّد.
و
بعبارة واضحة، هل الروايات تدلّ على حرمة نفس القياس في دين اللّه، و أنّه في حدّ
ذاته مبغوض أم لا؟ مدلول الروايات عدم حجيّته، و عدم كفايته عن الواقع، فالعمل به
محرّم تشريعا و افتراء، و لا يبعد رجحان الثاني، فلاحظ الروايات. و ظاهر حسنة
الريّان المتقدّمة في عنوان التفسير بالرأى في حرف «ف» هو الأوّل.