و
قال تعالى: وَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَ الْفِتْنَةُ
أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ.[2]
و
قال تعالى: وَ إِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَ
الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ.[3]
و
قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما
تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ.[4]
قيل:
و الفتنة هو ما يقع به اختبار حال الشيء، و لذلك يطلق على نفس الامتحان و
الابتلاء، و على ما يلازمه غالبا و هو الشدّة و العذاب، و على ما يستعقبه،
كالضلال، و الشرك. و قد استعمل في القرآن الشريف في جميع هذا المعاني ... و الفتنة
أشدّ من القتل: لأنّ في القتل انقطاع الحياة الدنيا، و في الفتنة انقطاع الحياتين
و انهدام الدارين.
أقول:
و عليه، فالفتنة في الآية الأولى بمعنى العذاب. و فسّرها في المجمع و غيره
بالإحراق: و في غيرها بمعنى الشرك أو الضلال، فلا حكم على حدة.