و إلّا فلا ينبغي الريب في
جوازها، كيف و قد جوّز هو (دام ظلّه) إعانة الظلمة في غير الظلم، فجواز إعانة
أعوان الظلمة في غيره، فليكن بالأولويّة.
364.
إعانة الحكومة غير الشرعيّة
قال
الصادق عليه السّلام في صحيح يونس: «لا تعنهم على بناء مسجد».[1]
الظاهر
إرجاع الضمير إلى الحكومة العباسيّة الباطلة، و الصحيحة المذكورة تنهى عن مطلق
الإعانة.
و
في صحيح محمّد بن مسلم: كنّا عند أبي جعفر على باب داره بالمدينة، فنظر إلى الناس
يمرّون أفواجا، فقال لبعض من عنده: «حدث بالمدينة أمر؟» فقال ... ولي المدينة وال،
فغدا الناس (إليه) يهنّئونه. فقال: «إنّ الرجل ليغدى عليه بالأمر يهنّأ به و إنّه
باب من أبواب النار».[2]
يمكن
أن يستفاد منه حرمة الإعانة بطريق أولى، لكنّ الظاهر رجوع الضمير الأخير إلى الأمر
دون التهنئة.
و
في صحيح حريز عن الصادق عليه السّلام: «... و الاستغناء باللّه عزّ و جلّ (عن طلب
الحوائج إلى صاحب سلطان (تهذيب)) إنّه من خضع لصاحب سلطان و لمن يخالفه على دينه
طلبا لما في يديه من دنيا، أخمله اللّه عزّ و جلّ و مقته عليه و وكّله إليه».[3]
إطلاقه
شامل للمقام و كلمة «مقته» دليل الحرمة.
و
في صحيح أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن أعمالهم؟ فقال لي: «يا أبا
محمد! لا، و لا مدّة قلم، إنّ أحدهم (كم) لا يصيب من دنياهم شيئا إلّا أصابو (أو
حتى يصيبوا الوهم من ابن أبي عمير) من دينه مثله»[4].