و
قال اللّه تعالى: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ
النَّارُ[2].
و
في القاموس و مختار الصحاح: «ركن إليه- كنصر و علم و منع: مال و سكن».
و
عن المصباح: «إنّ الركون هو الاعتماد على الشيء» و عن الراغب: «ركن الشيء جانبه
الذي يسكن إليه». و في المنجد: «مال إليه و سكن و وثق به».
ثمّ
إنّ تفسير «الذين ظلموا» بالمشركين كما في الآية الأولى خلاف الإطلاق؛ كما أنّ
تعميمهم لمن يصدر منهم ظلم ما أيضا غير ممكن و إلّا لدخل جميع الناس- سوى
المعصومين منهم- فيهم، و هو كما ترى. و عليه، فلا يبعد أن يكون المراد بهم من صدر
الظلم منهم غالبا، أو المراد النهي عن الركون إلى الظالم في خصوص ظلمه و إن صار
صالحا في غير هذا المورد الاتّفاقي، فتأمّل.
قال
صاحب تفسير الميزان قدّس سرّه:
إنّ
المنهيّ عنه في الآية إنّما هو الركون إلى أهل الظلم في أمر الدين و الحياة
الدينيّة، كالسكوت في بيان حقائق الدين عن أمور تضرّهم، أو ترك فعل ما لا يرتضونه،
أو توليتهم المجتمع و تقليدهم الأمور العامّة، أو إجراء الأمور الدينيّة بأيديهم و
قوّتهم و أشباه ذلك.
و
أمّا الركون، و الاعتماد عليهم في عشرة، أو معاملة من بيع، و شرى، و الثقة بهم، و
ائتمانهم في بعض الأمور، فإنّ ذلك كلّه غير مشمول للنهي الذي في الآية؛ لأنّها
ليست بركون في دين أو حياة دينيّة.