محرّم، و يؤيّده ما تسمعه من
الأصحاب من عدم اقتضاء العداوة الدنيويّة- المفسّرة عندهم بسرور كلّ منهما
بمسائيّة الآخر و بالعكس- فسقا، كما ستعرف[1]،
انتهى.
و
عن المسالك: «إنّ الفرح بمساءة المؤمن، و الحزن بمسرّته معصية، فإن كانت العداوة
من هذه الجهة و أصرّ على ذلك، فهو فسق».
أقول:
و لاحظ مادة «ح. س. د» في هذا الجزء و على كلّ، الأحوط الاجتناب عن بغضة المؤمنين
لأمور دنيويّة.
و
قال تعالى: إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما
بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ[3].
في
صحيح أبي عبيدة عن الباقر عليه السّلام، قال: «فى كتاب عليّ عليه السّلام: ثلاث
خصال لا يموت صاحبهنّ أبدا حتّى يرى و بالهنّ: البغي، و قطيعة الرحم، و اليمين
الكاذبة يبارز اللّه بها»[4].
و
في صحيح ابن رئاب عن الصادق عليه السّلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السّلام:
أيّها الناس! إنّ البغي يقود أصحابه إلى النار[5]،
و أنّ أوّل من بغي على اللّه عناق بنت آدم، فأوّل قتيل قتله اللّه عناق، و كان
مجلسها جريبا في جريب، و كان لها عشرون أصبعا، في كلّ
[5] . البغي هو الظلم و العدول عن الحقّ، كما في
القاموس. قيل:( و القائل صاحب تفسير الميزان)« هو طلب الإنسان ما ليس له بحقّ،
كأنواع الظلم و التعدّي على الناس، و الاستيلاء غير المشروع عليهم». و في مجمع
البحرين:« و البغي: الفساد. و أصل البغي: الحسد ثمّ سمّي الظالم بغيّا؛ لأنّ
الحاسد ظالم». و لعلّ أوسط الأقوال أوسطها». و في المجمع أيضا« و قدر الجريب من
الأرض ستّون ذراعا في الستّين، و الذراع بستّ قبضات، فالقبضة بأربع أصابع. و عشر
هذا الجريب يسمّى ققيزا، و عشر هذا الققيز يسمّى عشيرا. و قال: المنجل- بكسر
الميم: ما يحصد به الزرع، و عظمة جثّة عناق بهذه الكبارة عجيبة غريبة، لا أدرى
أنّها من الإمام أو من أحد الرواة ذكرها تتمّة لحديث الإمام عليه السّلام.