و يجري هذا الكلام في منع الغير
عن أعماله الواجبة حدوثا بطريق أولى، فيحرم المنع مطلقا فى صورة الإيذاء و
الإكراه، و في خصوص الواجبات المضيّقة في غير الصورة المذكورة، و اللّه العالم.
التباغض
و بغض المؤمنين
في
صحيح مسمع عن الصادق عليه السّلام قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:-
في حديث- ألا إنّ في التباغض، الحالقة، لا أعني حالقة الشعر، و لكنّ حالقة الدين»[1]
و
في صحيح الخزّاز، قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: «إنّ ممّن ينتحل مودّتنا أهل
البيت من هو أشدّ فتنة على شيعتنا من الدجّال». فقلت: بماذا؟ قال: «بموالاة
أعدائنا، و معاداة أوليائنا؛ إنّه إذا كان كذلك، اختلط الحقّ بالباطل، و اشتبه
الأمر، فلم يعرف مؤمن من منافق»[2].
و
في صحيح هشام بن سالم و حفص بن البختري عن الصادق عليه السّلام، قال: «إنّ الرجل
ليحبّكم و ما يعرف ما أنتم عليه، فيدخله اللّه الجنّة بحبّكم، و إنّ الرجل ليبغضكم
و ما يعلم ما أنتم عليه، فيدخله اللّه ببغضكم النار»[3].
و
في صحيح ابن أبي نجران، قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: «من عادى شيعتنا
فقد عادانا، و من والاهم فقد والانا؛ لأنّهم منّا، خلقوا من طينتنا، من أحبّهم فهو
منّا، و من أبغضهم، فليس منّا ... من ردّ عليهم، فقد ردّ على اللّه، و من طعن
عليهم، فقد طعن على اللّه؛ لأنّهم عباد اللّه حقّا ...»[4].
أقول:
هذا ما وجدته- عاجلا- من صحاح الأحاديث في هذا الموضوع، لكن يحتمل أن يكون حالقيّة
الدين في الحديث الأوّل لأجل عاقبة التباغض من صدور الفحش، و الغيبة، و التهمة، و
أمثالها من المحرّمات، لا أنّه بنفسه يحلق الدين، على أنّه