رُزؤُها[1]، وجَلَّ عِقابُها.
بَل كَيفَ- لَو لا أمَلي، ووَعدُكَ الصَّفحَ عَن زَلَلي- أرجو إقالَتَكَ وقَد جاهَرتُكَ بِالكَبائِرِ، مُستَخفِياً عَن أصاغِرِ خَلقِكَ، فَلا أنَا راقَبتُكَ وأَنتَ مَعي، ولا راعَيتُ حُرمَةَ سَترِكَ عَلَيَّ، بِأَيِّ وَجهٍ ألقاكَ؟ وبِأَيِّ لِسانٍ اناجيكَ وقَد نَقَضتُ العُهودَ وَالأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها، وجَعَلتُكَ عَلَيَّ كَفيلًا، ثُمَّ دَعَوتُكَ مُقتَحِماً فِي الخَطيئَةِ فَأَجَبتَني ودَعَوتَني، وإلَيكَ فَقري فَلَم اجِب؟!
فَوا سَوأَتاه، وقُبحَ صَنيعاه، أيَّةَ جُرأَةٍ تَجَرَّأتُ؟! وأَيَّ تَغريرٍ غَرَّرتُ[2] نَفسي؟! سُبحانَكَ! فَبِكَ أتَقَرَّبُ إلَيكَ، وبِحَقِّكَ اقسِمُ عَلَيكَ، ومِنكَ أهرُبُ إلَيكَ، بِنَفسِي استَخفَفتُ عِندَ مَعصِيَتي لا بِنَفسِكَ، وبِجَهلِي اغتَرَرتُ لا بِحِلمِكَ، وحَقّي أضَعتُ لا عَظيمَ حَقِّكَ، ونَفسي ظَلَمتُ ولِرَحمَتِكَ الآنَ رَجَوتُ، وبِكَ آمَنتُ، وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ، وإلَيكَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ، فَارحَم إلَيكَ فَقري وفاقَتي، وكَبوَتي لِحُرِّ وَجهي، وحَيرَتي في سَوأَةِ ذُنوبي، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ.
يا أسمَعَ مَدعُوٍّ، وخَيرَ مَرجُوٍّ، وأَحلَمَ مُغضٍ، وأَقرَبَ مُستَغاثٍ، أدعوكَ مُستَغيثاً بِكَ استِغاثَةَ المُتَحَيِّرِ المُستَيئِسِ مِن إغاثَةِ خَلقِكَ، فَعُد بِلُطفِكَ عَلى ضَعفي، وَاغفِر بِسَعَةِ رَحمَتِكَ كَبائِرَ ذُنوبي، وهَب لي عاجِلَ صُنعِكَ، إنَّكَ أوسَعُ الواهِبينَ، لا إلهَ إلّاأنتَ، سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ.
يا اللَّهُ يا أحَدُ، يا اللَّهُ يا صَمَدُ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدٌ، اللَّهُمَّ أعيَتنِي المَطالِبُ، وضاقَت عَلَيَّ المَذاهِبُ وأَقصانِي الأَباعِدُ، ومَلَّنِي الأَقارِبُ، وأَنتَ الرَّجاءُ إذَا انقَطَعَ الرَّجاءُ، وَالمُستَعانُ إذا عَظُمَ البَلاءُ، وَاللَّجَأُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، فَنَفِّس
[1]. الرِزءُ: المُصيبَة بفقد الأعزّة( النهاية: ج 2 ص 218« رزأ»).
[2]. في الطبعة المعتمدة:« تعزير عزّرت»، وما في المتن أثبتناه من طبعة بيروت وبحار الأنوار.