أما بالنسبة لوصف المفرد بالجمع، فقد قيل: إن هذا شاذ فلا يقال مثلا: رجل أبطال، أو امرأة أخيار.
أما كلمة أمشاج: فقد تكون اسم جنس له واحد من لفظه، فيكون معناه الجمع، و إن كان لفظه مفردا، و لعل هذا هو السبب في أنهم قالوا:
إن واحده مشيج، و لم يقولوا: مفرده مشيج .. فلا مانع إذن من إعرابه و صفا لكلمة نطفة ..
كما لا مانع من إعرابه بدلا، كما ذكره البعض .. و يكون تفسيره بكلمة أطوار، قد جاء على سبيل استخراج معناه، لا لأجل أنه جمع و له مفرد، بل لأنه مفرد معناه الجمع ..
«أمشاج نبتليه»:
الأمشاج واحده مشيج. و هو الخلط.
و قد فسر الأمشاج بأخلاط من ماء الرجل و ماء المرأة، عن ابن عباس، و غيره.
و قال قتادة: معنى أمشاج أي أطوار: طورا نطفة، و طورا مضغة، و طورا عظما إلى أن صار إنسانا ليختبره بهذه الصفات.
و نقول:
إن كلمة أمشاج قد جاءت وصفا لكلمة نطفة .. مما يشير إلى أن الأمشاجية موجودة أولا و بالذات، في ذات النطفة، و لا ينافي ذلك عروض أمشاجية أخرى لها من خلال تلاقح نطفة الرجل ببويضة المرأة، كما ربما يقال ..