و لكن الأمر هنا ليس كذلك، إذ إن لنفس هذه العناوين دورا في إفهام الخصوصيات المطلوبة في المعنى الذي هو بصدد بيانه و التأكيد عليه، و هو ذلك المعنى الإنساني الإلهي العظيم، الذي ألمحنا إلى بعض جوانبه ..
9- الإكرام أم الإطعام؟:
و قد ركزت هذه الآيات على إطعام اليتيم، و لكنه تعالى في آيات أخرى قد تحدث عن إكرامه ..
ثم إنه تعالى حين تحدث عن إطعامه أخّره بالذكر عن المسكين.
و لكنه حين تحدث عن إكرامه قدمه بالذكر على المسكين، فقال: كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَ لا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ[1].
و قال تعالى: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ[2].
فالدعّ هو الدفع .. و عدم التقبّل .. و هذا يعتبر عدوانا على من يفترض في الإنسان المتوازن أن يبادر إلى الترحيب به و إكرامه ..
و عدم الحض على طعام المسكين يأتي في المرتبة التالية .. لأن الحالة الظاهرة في المسكين هي حاجته لما يزيل حالة السكون الناشئة عن شدة حاجته ..
أما اليتيم فإنه بحاجة إلى المعالجة الروحية، و إلى أن يخرج من