و قد يحاول البعض أن يدعي: أن المسكين، و اليتيم، و الأسير، كانوا من المسلمين.
و نقول:
إنه لا مبرر لهذا التخصيص، و لا دليل يثبته، بل إن الأمور التي ركزت الآيات عليها ترجع إلى شعور إنساني فياض، و نبيل، لا يفرق بين مسلم و غيره، فإن لكل كبد حرّى أجر، و من خلال هذا الشعور الإنساني يتحرك الإنسان في الاتجاه الصحيح، يرفده بالدفقات الروحية و بالمشاعر الإنسانية حتى يبلغ به إلى الهدف الأقصى، و هو أن يصبح عمله كله للّه سبحانه ..
هذا كله فضلا عن أن بعض الروايات قد أشارت إلى أن الأسير الذي سأل هؤلاء الصفوة فأعطوه .. قد أسره المسلمون أنفسهم، و لم نجد في تاريخ الإسلام أن أحد المسلمين قد أسره الرسول [صلّى اللّه عليه و آله] مع المشركين حتى احتاج إلى زيارة بيوت الناس للاستجداء ..
8- الترتيب هنا عكسه في آيات أخرى:
و بعد .. فإن هذه الآية قد ذكرت المسكين أولا، ثم اليتيم، ثم الأسير ..
و لكننا نجد أنه تعالى حين يعدد أصناف المستحقين للزكاة و الخمس ..
رتبهم بطريقة مختلفة، فهو يقدم الفقراء، أو اليتامى مثلا على المساكين ..
فما هو السبب يا ترى؟!
و قد يمكن الجواب عن هذا: بأن النظر في تلك الآيات المباركة يحتاج إلى إثبات أن هذا الصنف مستحق لهذا القسط من الخمس .. أو الزكاة، أو الصدقات. و ليس ثمة أي اختلاف في ناحية المقدار فيما بين جميع الأصناف. و قد جيء بالعناوين لمجرد أن تكون مشيرة إلى