responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 220

في الحالات العادية. فكيف بعد طي يومين من الصيام المتواصل، و اشتداد الحاجة للطعام؟! ..

و حتى لو أراد أن يتخلى ذلك الصائم له عن شي‌ء، فإنه سيقنع نفسه بأنه لا حاجة لأن يتخلى له عن جميع ما هيأه .. فضلا عن أن يعطيه إياه ساعة الإفطار، و بعد أن وضع أمامه، و بعد مضي يومين على الصيام.

و إذا أعطاه شيئا، فإنما يعطيه طعام نفسه، و لا يعطيه طعام غيره كزوجته، و ولده .. فكيف إذا كانت السيدة الزهراء [عليها السّلام‌] هي الزوجة، و كان الولدان الوحيدان له طفلين صغيرين، ثم كانا هما الحسنان بالذات، في ميزاتهما، و في موقعهما من الدين، و من الإسلام كله، و ليس لهما على وجه الأرض مثيل، لا من الأيتام، و لا من غيرهم. و هما اللذان تتجلى فيهما ميزات الإمامة و خصائصها، بأجلى و أبه مظاهرها ..

و أبواهما كانا أعرف من كل أحد بهما، و بقيمة مزاياهما، و بكرامتهما على اللّه سبحانه، فهل يمكن أن يخاطرا بحياتهما، لمجرد احتمال حاجة يدّعيها يتيم، ليس هو مثل الحسنين قطعا، و هي حاجة- حتى لو كانت واقعية- فليس ثمة ما يدل على أنها تبلغ درجة الإحراج و العسر ..

إذن .. فقد ازدادت المثبطات، و توافرت الموانع عن الإعطاء، سواء فيما يرتبط بالاعتبارات التي تزداد قوة و تنوعا، في ناحية الباذلين، أم فيما يرتبط بضعف المشجعات في جانب السائلين، حيث تضاءلت و انحسرت و ضعفت تلك الخصوصيات التي تثير و تحرك.

و لكن و برغم ذلك كله، فإن العطاء و البذل، قد بلغ أيضا أقصى مداه، حيث أعطوا [عليهم السّلام‌] في اليوم الثاني أيضا جميع ما يملكون، و آثروا اليتيم به على أنفسهم مع شدة الحاجة و الخصاصة. و بذلك فقد

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست