و قد أجملت الآية السابقة حال الأبرار، و أنهم يوفون بالنذر، ثم جاءت هذه الآية لتذكر شاهدا تفصيليا، و لتكون شاهدا حيا على ذلك الوفاء، و على تأصل حالة البر و الأبرارية فيهم. و هذا الشاهد هو قضية إطعام المسكين، و اليتيم، و الأسير ..
حادثة الإطعام:
و قد ذكرنا في أوائل هذا الكتاب أن هذه الآية بالذات قد ذكرت الحادثة التي كانت سبب نزول السورة بأكملها. و هي باختصار شديد:
أن الحسنين [عليهما السّلام] مرضا، فنذروا صيام ثلاثة أيام إذا شافاهما اللّه سبحانه .. و بعد شفائهما أرادوا الوفاء بالنذر، فصام الجميع حتى الحسنان [عليهما السّلام] .. و لم يكن عندهم طعام سوى أقراص شعير هيأتها الزهراء [عليها السّلام] للإفطار، فلما أرادوا الشروع جاءهم مسكين فأعطوه ما هيأوه، و أفطروا على ماء، و باتوا بدون طعام، و أصبحوا صياما.
فلما حضر إفطار اليوم الثاني، جاءهم يتيم فأعطوه أيضا ما هيأوه، و طووا ليلتهم كسابقتها، و أصبحوا صياما.
و في اليوم الثالث جاءهم أسير، فأعطوه طعامهم، و باتوا بدون طعام ..