responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 194

بِالْكافِرِينَ‌[1] جاء بها بصيغة الإثبات، و لم يلحظ فيها واقع الزمان، و أنه في المستقبل، حيث لم يقل سبحانه: إنها ستحيط .. و كذا الحال بالنسبة لقوله تعالى: إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً* وَ نَراهُ قَرِيباً[2]، و غير ذلك ..

«شرّه»:

و قد قال تعالى: كانَ شَرُّهُ .. فعبّر بالشر، و لم يقل: عذابه مثلا، أو مصائبه، أو نحو ذلك.

و لعل سبب ذلك هو أنه قد يفهم من كلمة «عذاب» خصوص الأذى الذي يتعرض له الجسد .. و قد يفهم من كلمة «مصائب» ما ينال الآخرين ممن لهم تعلق بصاحب المصيبة، أي أن المصيبة تقع في غيره، و يتألم هو لأجلهم .. و لا أقل من أن ذلك محتمل في مثل هذه الموارد و هذه الاحتمالات لا ترد في كلمة «شر»، فهي تجمع بين جميع أنواع المساءات، الجسدية منها و المعنوية، و الروحية سواء أكانت تقع على الإنسان نفسه، أم تلحقه بسبب غيره. و لذلك كان اختيار هذه الكلمة متعينا في هذا المورد ..

«وَ يَخافُونَ يَوْماً .. .. فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ»:

و قد يلاحظ هنا: أنه تعالى قد ذكر أنهم يخافون من اليوم ذي الشر، و لكنه عاد فعبر في الآيات التالية بقوله: فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ.

فالخوف من اليوم الذي فيه الشر، لكن الوقاية تعلقت بالشر مباشرة، فلماذا هذا التنوع في التعبير يا ترى؟!


[1] سورة التوبة الآية 49.

[2] سورة المعارج الآيتان 6/ 7.

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست