responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 190

و آثار تلك الأعمال تقرب تلك المهالك إلينا، و تمكنها من النيل منا، حيث تكون سببا في سقوط الدفاعات، و الموانع عنا، و تدمير الحواجز فيما بيننا و بينها ..

فالتعبير ب «يخافون» يوما، يبقى هو الأنسب و الأقرب، من حيث إن فيه إشارة إلى أنه ليس في حقيقة ذات نفس اليوم ما يخيف ..

الخوف من اللّه! أم من اليوم؟!:

ثم إنه قد جعل الخوف متعلقا باليوم، فقال: يَخافُونَ يَوْماً، و لم يقل: يخافون من اللّه ..

فلعل سبب ذلك هو أن اللّه سبحانه رحيم بعباده، و لا خوف من الرحيم .. و هو نفسه عز و جل، قد جعل الكلمة التي يطلب الابتداء بها في كل شي‌ء هي: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ..

و اللّه تعالى لا يظلم أحدا، فلا معنى للخوف منه، بل الناس إنما يخافون من سيئات أعمالهم التي ستظهر و تتجسد لهم في ذلك اليوم، على شكل عذاب، و حرمان من مقامات القرب و الرضا ..

أما قوله تعالى: وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ‌[1]، فلا ينافي رحيميته، و رؤوفيته .. فإنه إنما جاء لبيان سوء عملهم من حيث إن فيه إظهارا للاستخفاف بمقام العزة الإلهية، فذكرهم اللّه سبحانه بنفسه، و أنه لا يعجزه باغ و لا طاغ، و أن بغيهم إنما هو على أنفسهم ..

فليس التخويف بذاته سبحانه، من حيث إنه- و العياذ باللّه- يبطش بالضعفاء بلا مبرر .. بل من حيث إنه قادر على مجازاة الباغين و الطاغين بأعمالهم.


[1] سورة آل عمران الآية 28.

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست