responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 132

و بهذا القيد الأخير يعرف الفرق بين البر، و بين الخير. فإن الإنسان قد يفعل الخير، و لكن من دون قصد إليه، بل يتخيل أنه شر، أو أنه ليس متصفا بالخيرية، و لأجل ذلك تجده تعالى يقول: وَ عَسى‌ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‌ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ‌[1].

و إذ قد اتضح لنا المراد بالبر، فإنه يتضح لنا الجواب على السؤال عن سبب استبدال كلمة الشاكرين، بكلمة الأبرار.

فإن كلمة شاكر خاصة بمعنى من ظهر منه العرفان بالجميل، كردة فعل طبيعية تجاه المنعم، فيبادر إلى فعل ما يظهر حالة الشكر هذه ..

لكن كلمة الأبرار تستبطن كل هاتيك المعاني الواسعة في دلالتها، و في إيحاءاتها ..

و بذلك يتضح أيضا: لماذا لم يعبر بكلمة «المؤمنين» بدلا من كلمة «الأبرار»، إذ قد لا يفهم من هذه الكلمة سوى حالة واحدة، هي الإشارة إلى الحصول على حالة الأمن في ظل اعتقاد بعينه، و هو معنى قد حشر في زاوية صغيرة و محدودة .. و بذلك ينحسر المعنى عن الآفاق الرحبة التي تتولى كلمة الأبرار الكشف عنها، و الدفع إليها ..

انسجام المعاني .. مع الآيات:

فاتضح: أن كلمة الأبرار تستبطن معان واسعة لها أهميتها البالغة، و لها ارتباط وثيق بمعان و صفات و مزايا تريد الآيات التالية أن تؤكد عليها.

و هي كما قلنا ستة معان، مشروطة أيضا بالقصد و الاختيار، فهي تشير إلى معنى القاهرية، الذي يلمح إلى قهر الإنسان للشيطان، و لجم‌


[1] سورة البقرة الآية 216.

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست