3- اذا كان الحكم انحلاليّا باعتبار المتعلق، هل المفهوم موجبة جزئية أو كلية؟

انّه قد يكون الحكم المذكور في التالي انحلاليّا باعتبار تعدّد المكلّفين، كما اذا قال المولى: اذا زالت الشمس وجب الطهور و الصلاة، و لا كلام فيه.

و قد يكون انحلاليّا باعتبار المتعلّق، بأن يكون التالي مشتملا على حكم ايجابي أو سلبي، كما في قوله عليه السّلام: «اذا بلغ الماء قدر كرّ لم ينجّسه شي‌ء»[1].

فهل المفهوم حينئذ موجبة جزئيّة باعتبار أنّ المفهوم هو رفع الحكم المذكور في التالي و ارتفاع السلب الكلي انّما يكون بالايجاب الجزئي كما ذكروه في علم الميزان، من أنّ نقيض السالبة الكلّية هي الموجبة الجزئية، و نقيض الموجبة الكلّية هي السالبة الجزئية، و نقيض كلّ شي‌ء رفعه، فمفهوم قوله عليه السّلام: «اذا بلغ الماء قدر كرّ لم ينجّسه شي‌ء»، هو انفعال الماء القليل بملاقاة النجاسة في الجملة أو المفهوم موجبة كلية، فتدلّ الرواية المذكورة بمفهومها على تنجّس الماء القليل بملاقاة كلّ نجس.

و الثاني هو الّذي اختاره المحقق النائيني رحمه اللّه، و استدلّ عليه بأنّ الحكم المعلّق على الشرط هو الحكم العام المنحلّ الى أحكام متعدّدة، فيكون المعلّق على وجود الشرط بحسب اللب و الحقيقة كلّ واحد

[1]- الوسائل 1: 117، الباب 9 من أبواب الماء المطلق، الحديث 1 و 2 و غيرهما.