responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فوائد الاُصول نویسنده : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    جلد : 3  صفحه : 38

تعلق بموضوع خارجي كقوله «لا تشرب الخمر، و صلّ في الوقت» و إن كان وجوده الواقعي مشروطا بوجود ذلك الموضوع [1] من غير دخل للعلم و الجهل في ذلك، إلّا أنّ مجرد الوجود الواقعي لا يكفى في انبعاث المكلف و حركة إرادته نحوه، فإنّ الحركة و الانبعاث إنما يكون بالوجود العلمي، و لا أثر للوجود الواقعي في ذلك، فالعلم و إن كان بالنسبة إلى الموضوع طريقا، إلّا أنّه بالنسبة إلى الاختيار و الإرادة و الانبعاث يكون موضوعا، و متعلق التكليف إنّما يكون هو الاختبار و الانبعاث الناشئ عن العلم بالموضوع و التكليف، و هذا المعنى موجود في كلتي صورتي مصادفة العلم للواقع و مخالفة، فإنّه في صورة المخالفة قد تحقق اختيار شرب ما أحرز أنّه خمر، و الفرق بين الصورتين ليس إلّا مصادفة العلم للواقع في إحداهما و مخالفته له في الأخرى، و المصادفة و المخالفة ليست اختيارية، فلا تصلح لأن يتعلق بها التكليف، فالذي يصلح لأن يتعلق به التكليف ليس إلّا اختيار شرب ما أحرز أنّه خمر، فيكون مفاد قوله: لا تشرب الخمر مثلا- بعد ضم المقدمة العقلية إليه: من أن متعلق التكليف لا بد و أن يكون أمرا مقدورا و ليس هو إلّا الاختيار و الانبعاث نحو ما علم أنّه موضوع‌

______________________________
[1] أقول: بعد الاعتراف بأنّ الخمر بوجوده الواقعي كان شرطا للتكليف، فضم المقدمة الأخرى لا ينتج إلا فعلية التكليف في ظرف العلم المصادف لا المطلق، فاستنتاج هذه النتيجة ينافى دخل الخمرية الواقعية في شرط التكليف، فهذه الكلمات مختلفة النظام في أصل التقريب، كما أن في جعل الاختيار و الانبعاث تحت التكليف مسامحة أخرى، إذ هذه باصطلاحه من الطواري اللاحقة للتكليف فيلحق بالانقسامات اللاحقة، مضافا إلى أن التكليف بشي‌ء إذا كان من شأنه الدعوة فلا جرم يكون المدعو إليه عنوانا في طول عنوان المعروض و إن كان العنوانين متحدين ذاتا و منشأ، فما هو المعروض لا يعقل أخذ الإرادة فيه و لو قيدا، لأنّ الإرادة الناشئة عن غير دعوة التكليف أجنبية عن التكليف و الإرادة الناشئة عن التكليف معلول التكليف، فكيف يكون قيد موضوعه؟ فما توهم في دفع المقدمة الأولى مندفع بهذا الكلام، إذا لفعل الصادر عن الإرادة الناشئة عن دعوة التكليف معلول التكليف لا معروضه، فلا محيص من تجريد المعروض عن الإرادة رأسا، كما لا يخفى على الناظر الدّقيق، و حينئذ هذا البرهان شاهد خروج الإرادة عن حيّز التكليف لا جهة الغفلة، كيف و كثيرا ما نلتفت إلى إرادتنا حين الامتثال، كما في العبادات خصوصا عند الإخطاري في النية.

نام کتاب : فوائد الاُصول نویسنده : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    جلد : 3  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست