الأمر الأوّل: في صحّة الشكاية على القاضي بصورة عامّة
هل تصحّ الدعوى على القاضي بقضائه أم له الحصانة التي تمنع من سماع الدعوى عليه في المحاكم؟
ربّما يقال: إنّ إقامة الدعوى على القاضي ممنوعة. بمعنى: أنّه إذا استدعي إلى المحاكم لا يجب عليه الحضور؛ لأنّ نوّاب الغيبة هم المجتهدون الجامعون للشرائط، و أنّ صلاحيّتهم و أمانتهم في الحكم محرزة. بل ليست الدّعوى عليهم كما هي على غيرهم، لأنّ الشكاية عليهم هي شكاية على من تكون له الولاية عليهم. فتكون الدعوى على القاضي ممنوعة.[1] و برّر المحقّق العامليّ رحمه الله هذا المنع بما معناه: الظاهر أنّ القاضي قد عمل بحسب وظيفته المحوّلة إليه، كما أنّ صيانة منصب القضاء، من التحليف و حفظه من الابتذال بسبب وجود المشقّة و الكلفة في إقامة البيّنة، يستدعيان ذلك المنع.[2] و لو سُمح بأن تُسمع الدعاوي على القضاة، لأدّى إلى أن لا يتصدّى لتحمّله أحد؛ و قد
[1]- راجع: جواهر الكلام، ج 40، ص 106- مجمع الفائدة و البرهان، ج 12، ص 88.