كذلك و لو مع فرض الانحصار- فيمكن حمله على طلب العافية لا طلب السلامة، كما أوّل العلّامة رحمه الله في المختلف[1] كلامهم على ذلك، و يمكن حمل كلام بعضهم على صورة عدم الانحصار، فمثلًا إنّ القاضي ابن البرّاج رحمه الله و إن منع عن التداوي به في موضع من كتابه[2]- و ظاهر كلامه يشمل فرض الانحصار أيضاً- إلّا أنّه قال في موضع آخر من كتابه: «و إذا كان في الدواء شيء من المسكر لم يجز التداوي به، إلّا أن لا يكون له عنه مندوحة، و الأحوط تركه.»[3]
و أمّا النصوص[4] الناهية عن التداوي، فتحمل على عدم انحصار العلاج فيه.
و لعلّه لما ذكرنا نسب المحدّث الكاشانيّ رحمه الله عدم الجواز إلى «قيل»[5]، و هو يشعر باستضعافه له.
قال السيّد الطباطبائيّ رحمه الله: «قيل: أمّا للتداوي أو حفظ الصحّة فلا يسقط عنه. و فيه إشكال، للأصل، و اختصاص النصوص المثبتة للحدّ بشربه- بحكم التبادر و غيره- بغير الشرب اضطراراً، فلا حدّ فيهما و إن قلنا بتحريمهما، فتأمّل جدّاً.»[6]
و ذهب إلى الجواز صاحب الجواهر رحمه الله و بعض آخر.[7]
و أمّا نظريّة فقهاء العامّة فقد جمع عبد القادر عودة حكم الإكراه و الاضطرار و التداوي بنحو موجز في كلامه و قال: «و يعتبر شارباً من شرب الخمر أو المسكر لدفع العطش و هو