بل استدلّ ابن إدريس رحمه الله على حرمة الخمر بنفس الآية المستشهد بها، أعني قوله تعالى: «قُلْ إِنَّما ...»، فقال: «الإثم في الآية، المراد به الخمر بلا خلاف، قال الشاعر:
و قد أكّد تحريم الخمر فيها بأقسام التأكيد المودعة فيها، من ذكر كلمة «إنّما»، و التسمية بالرجس، و هو الشيء القذر، و نسبة ذلك إلى عمل الشيطان، و الأمر الصريح بالاجتناب، و توقّع الفلاح على فرض الاجتناب، و بيان المفاسد التي تترتّب على شربها من العداوة و البغضاء و الصدّ عن ذكر اللَّه تعالى، و الاستفهام عن الانتهاء، و غير ذلك.
ب- الأخبار و جريمة شرب المسكر
إنّ الأخبار الواردة في التحريم كثيرة جدّاً بحيث تبلغ بمجموعها حدّ التواتر، و نأتي هنا ببعضها:
1- ما رواه الحسين بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «يأتي شارب الخمر يوم القيامة مسودّاً وجهه، مدلعاً لسانه[4] يسيل لعابه على صدره، و حقّ على اللَّه أن يسقيه