حدّ الفرية بالزنا لكنّه يوجب الأدب و التعزير، و لكن ذكر ابن إدريس رحمه الله أنّ هذا يكون كقوله: «أنت ولد الزنا»[1] لأنّه الظاهر في الاستعمال، و المتعارف في هذه اللفظة.
و لا يخفى أنّ دلالته في ذلك عرفاً محلّ منع، بل كثيراً ما يطلق على كونه رديء الفعال، خبيث النفس، و نحو ذلك، و لو فرض احتماله للأمرين فليس بصريح في القذف، لقيام الاحتمال الدافع للحدّ.
و أيضاً ذكر الماتن رحمه الله أنّ الرجل إذا قال لامرأته بعد ما دخل بها: «لم أجدك عذراء»، لم يكن عليه حدّ بل يعزّر، بل في الرياض أنّ الحكم بالتعزير هنا في الجملة أو مطلقاً هو المشهور بين الأصحاب على الظاهر.[2]
و لكن حكي عن ابن أبي عقيل رحمه الله أنّه يجلد الحدّ، و لم يكن له في هذا و أشباهه لعان.[3]
و قال ابن الجنيد: «و لو قال لها من غير حَرْد[4] و لا سِباب: لم أجدك عذراء لم يحدّ»[5]، و مفهوم كلامه أنّه لو قال ذلك مع الغضب و السباب، كان عليه الحدّ.
و لكنّ الحقّ أنّ هذا القول أيضاً ليس صريحاً في القذف، بل و لا تلويحاً فيه، لجواز ذهاب العذرة بغير الجماع، كالعثرة و السقطة و النكبة، كما روي ذلك في بعض الأخبار، مثل صحيحة زرارة[6] و مرسلة الصدوق[7].