ويؤكد ما ذكرنا أن عبد الله بن الزبير كان شديد البغض لبني هاشم والتحامل عليهم، حتى إنه قال لابن عباس: «إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة»[1]. وقد ترك الصلاة على النبي (ص) في خطبته، فقيل له في ذلك فقال: «إن له أهل سوء يشرئبون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به»[2]. وكان ينال من أمير المؤمنين‌[3] (ع).

حتى إنه لما عزّى عبد الله بن عباس بالإمام الحسين (ع) ثم انصرف قال ابن عباس: «إنه ليعدل عندي مصيبة الحسين شماتة ابن الزبير. أترون مشي ابن‌

[1] مروج الذهب ج: 3 ص: 90 ذكر أيام معاوية بن يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم والمختار بن أبي عبيد وعبد الله بن الزبير ولمع من أخبارهم وسيرهم وبعض ما كان من أيامهم: بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، واللفظ له. شرح نهج البلاغة ج: 4 ص: 62، ج: 20 ص: 148. سمط النجوم العوالي ج: 3 ص: 125 شأن المختار مع ابن الزبير. وغيرها من المصادر.

وروى ابن أعثم أن ابن الزبير قال:« ولقد كتمتم بغضكم يا بني هاشم أربعين سنة، فقال ابن عباس: فازدد إذاً بي غضباً فوالله لا نبالي أحببتنا أم أبغضتنا ...» ونبّه المحقق في الهامش إلى أنه ورد في الأصل بدل( كتمتم): كتمت. وهو الصحيح بملاحظة تتمة الرواية. الفتوح لابن أعثم ج: 6 ص: 364- 365 ذكر ما جرى بين عبد الله بن عباس وابن الزبير في أمر محمد بن الحنفية.

[2] تاريخ اليعقوبي ج: 2 ص: 261 أيام مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير وأيام من أيام عبد الملك، واللفظ له. ومثله مع اختلاف يسير في أنساب الأشراف ج: 5 ص: 333 أمر عمرو بن الزبير بن العوام ومقتله، ج: 7 ص: 133 أمر عبد الله بن الزبير في أيام عبد الملك ومقتله، والعقد الفريد ج: 4 ص: 377 مقتل مصعب بن الزبير، ومروج الذهب ج: 3 ص: 90 بعد حديثه عن الكيسانية، وشرح نهج البلاغة ج: 4 ص: 62، ج: 19 ص: 92، ج: 20 ص: 128. وقريب منه في سمط النجوم العوالي ج: 3 ص: 125 شأن المختار مع ابن الزبير.

[3] تاريخ اليعقوبي ج: 2 ص: 261- 262 أيام مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير وأيام من أيام عبد الملك. جمهرة خطب العرب ج: 2 ص: 90 خطبة محمد بن الحنفية يرد على عبد الله بن الزبير وقد تنقص الإمام. مروج الذهب ج: 3 ص: 90 بين ابن الحنفية وابن الزبير. شرح نهج البلاغة ج: 4 ص: 62. وغيرها من المصادر.