طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحداً أبداً ...»[1].
وروى ابن سعد مسنداً قال: «مرّ حسين بن علي على ابن مطيع، وهو ببئره قد أنبطها، فنزل حسين عن راحلته، فاحتمله ابن مطيع احتمالًا حتى وضعه على سريره، ثم قال: بأبي وأمي أمسك علينا نفسك. فوالله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً»[2]. وعنه أيضاً أنه قال للإمام الحسين (ع): «ووالله لئن قتلت لا بقيت حرمة بعدك إلا استحلت»[3].
وبنظير ذلك صرح الإمام الحسين (ع) نفسه في المعركة حينما اشتد به الحال، فقد صاح بصوت عال: «يا أمة السوء بئسما خلفتم محمداً في عترته. أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله الصالحين فتهابوا قتله، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي ...»[4]. وقال (ع) أيضاً: «أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من عباد الله، الله أسخط عليكم لقتله مني»[5] ... إلى غير ذلك.
[1] الإرشاد ج: 2 ص: 72، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: 4 ص: 298 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين( ع) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 41 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين( ع) إلى الكوفة. الفصول المهمة ج: 2 ص: 804 الفصل الثالث: فصل في ذكر مخرجه( ع) إلى العراق. وغيرها من المصادر.
[2] الطبقات الكبرى ج: 5 ص: 145 في الحديث عن عبد الله بن مطيع، واللفظ له. بغية الطلب في تاريخ حلب ج: 6 ص: 2608.
[3] العقد الفريد ج: 4 ص: 344 فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم: خلافة يزيد بن معاوية وسنه وصفته: مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه، واللفظ له. المحاسن والمساوئ ج: 1 ص: 26 مساوئ قتلة الحسين بن علي( رضوان الله عليهما).
[4] مقتل الحسين للخوارزمي ج: 2 ص: 34، واللفظ له. الفتوح لابن أعثم ج: 5 ص: 135 تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم.
[5] تاريخ الطبري ج: 4 ص: 346 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 78 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه. البداية والنهاية ج: 8 ص: 204 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة الشأن. وغيرها من المصادر.