ومما ذكرنا يظهر أنه لا مجال لدعوى: أن النصوص الشريفة وإن تضمنت الثواب العظيم على إحياء أمر أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وخصوصاً ما يتعلق بالإمام الحسين (ع) لمصالح هم عليهم السلام أعلم بها، إلا أنه لا يحسن الإعلان بذلك والتأكيد عليه أمام الجمهور، حذراً من اغترارهم بذلك وتسامحهم دينياً اتكالًا عليه.
حيث اتضح مما سبق أنه لا منشأ للحذر المذكور. على أن النصوص إنما وردت لإعلام المؤمنين بمضامينها، وحثهم على هذه الممارسات من طريق ذلك. فلا وجه لكتمان ذلك، والامتناع من إعلامهم به.
رجحان الوعظ والتذكير باهتمام أهل البيت عليهم السلام بالالتزام الديني
نعم من الراجح جداً وعظ القائمين بهذه الممارسات وحملهم على الالتزام الديني، وتنبيههم إلى حثّ أهل البيت (صلوات الله عليهم) لشيعتهم أن يعينوهم بالتقوى والورع، ويتنافسوا في الدرجات، وأن يكونوا زيناً لهم، ولا يكونوا شيناً عليهم، وإلى أن أعمالهم تعرض على النبي والأئمة من آله (صلوات الله عليهم أجميعن) فما كان فيها من حسن سرّهم، وما كان فيها من سيء ساءهم[1].
بل الله عز وجل محيط من ورائهم بكل شيء، فقد يكون تورط العبد بالموبقات سبباً لمقته له مقتاً يستتبع خذلانه تعالى إياه، وسلب نعمة الولاية لأهل البيت عليهم السلام منه ... إلى غير ذلك من وجوه الترغيب والترهيب. وقد سبق أن مناسبات إحياء أمرهم عليهم السلام مواسم للتثقيف، خصوصاً الديني منه.
[1] راجع وسائل الشيعة ج: 11 باب: 101 من أبواب جهاد النفس.