وذلك أولى من التشكيك فيما استفاض من نصوص أجر الأعمال الصالحة ونصوص الشفاعة ونحوها، أو إغفالها وحرمان جمهور المؤمنين من الاطلاع عليها، حذراً من اتكالهم عليها. لأن ما ذكرنا هو الأنسب بغرض أهل البيت (صلوات الله عليهم) من بيان تعاليمهم الشريفة وثقافتهم الرفيعة.
حديث يزيد بن خليفة
وبالمناسبة قد يحسن ذكر معتبر يزيد بن خليفة، وهو رجل من بني الحارث بن كعب. قال: «أتيت المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي عليها، فاستأذنت على أبي عبد الله (ع)، فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من مجلسي.
قال: فقلت لأبي عبد الله (ع): إني رجل من بني الحارث بن كعب. وقد هداني الله عز وجل إلى محبتكم ومودتكم أهل البيت. قال: فقال لي أبو عبد الله (ع): وكيف اهتديت إلى مودتنا أهل البيت؟ فوالله إن محبتنا في بني الحارث بن كعب لقليل.
قال: فقلت له: جعلت فداك، إن لي غلاماً خراسانياً، وهو يعمل القصارة. وله همشهريجون[1] [همشهرجين] أربعة. وهم يتداعون كل جمعة، فيقع الدعوة على رجل منهم، فيصيب غلامي كل خمس جمع جمعة، فيجعل لهم النبيذ واللحم. قال: ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بإجانة فملأها نبيذاً، ثم جاء بمطهرة. فإذا ناول إنساناً منهم قال له: لا تشرب حتى تصلي على محمد وآل محمد. فاهتديت إلى مودتكم بهذا الغلام.
قال: فقال لي: استوص به خيراً. وأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك جعفر بن محمد: انظر شرابك هذا الذي تشربه فإن كان يسكر كثيره فلا
[1] يعني: جماعة من أهل بلده. والكلمة فارسية الأصل.