responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 590

ومجرد الوعد أو القطع بغفران الذنوب لا يقتضي التأمين منها المستلزم للتشجيع عليها، بل هو- نظير الحثّ على التوبة والوعد بغفران الذنوب معها- من أسباب صلاح الإنسان، لأن شعوره بالتخلص من تبعة الذنوب والتخفف منها، وبشرف علاقته بالله عز وجل، وقبوله تعالى له، ودخوله في حظيرة طاعته سبحانه، وكونه مورداً لفيضه وثوابه، واستشعاره لذة ذلك، وانشراح صدره به، كل ذلك يكون محفزاً له على المزيد، حتى قد ينتهي بصلاحه وتهذيب نفسه وبُعده عن التمرد والعصيان.

وكلما كان الحثّ من الشارع الأقدس على العمل القربي أشد، والثواب عليه أكثر، كشف عن أهميته وشدّة قرب القائم به والمؤدي له عند الله تعالى، وكان أحرى بإصلاح الإنسان، وحمله على طاعة الله عز وجل، وإبعاده عن معصيته.

ولاسيما إذا كان العمل بنفسه مدرسة تربوية، تهذب الإنسان وتذكره بالله تعالى، كالصلاة بأفعالها وأذكارها، والحج بمناسكه ومشاعره، وإحياء أمر أهل البيت (صلوات الله عليهم) وما يتعلق بهم مما يوجب الانشداد لهم وتأكد حبهم والتعلق بهم، والتعرف على تعاليمهم وسلوكهم، حيث يوجب القبول منهم والتفاعل بسيرتهم وتعاليمهم.

ولذا لم نعهد مؤمناً ملتزماً في نفسه قد تحلل وقارف المعاصي نتيجة توفيقه لمثل الصلاة والحج وإحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام اتكالًا على عظيم الثواب عليها وتكفيرها للذنوب.

بينما نعهد الكثير من غير الملتزمين قد صار توفيقهم لشي‌ء من هذه الأمور محفزاً لهم على الالتزام الديني تدريجاً، وسبباً لصلاحهم وتهذيبهم.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست