responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 462

بطبعهم، وكأنها جزء من كيانهم.

ولا تزيدهم الضغوط في اتجاه منعها، أو التخفيف منها، إلا إصراراً وتمسكاً، حيث يرون فيها تعدياً على الحقيقة المضطهدة التي يؤمنون بها، وتحدياً لهم كأمّة، وتجاهلًا لشخصيتهم، وجرحاً لشعورهم وعواطفهم، ونيلًا من كرامتهم.

ولو اضطرتهم الضغوط للتوقف عن الإعلان بممارساتهم في إحيائها فلا يؤثر ذلك على موقعها من نفوسهم، وتفاعلهم بها، بل يزيدهم ذلك تعلقاً بها، وانشداداً لها، ونقمة على الظالمين، مع الإصرار على إحيائها سراً بما يتيسر، ويضحون في سبيل ذلك بالغالي والنفيس.

وحيث لا يتيسر القضاء على الجمهور لكثرتهم، تبقى الجذوة كامنة في نفوسهم، والعواطف محتدمة، حتى إذا سنحت الفرصة تدفق المخزون العاطفي، فكان النشاط مضاعفاً، والفعاليات مكثفة، تعويضاً عما سبق، وتحدياً للظالمين. ولذا كان مصير الضغوط عبر التاريخ الفشل الذريع والخيبة الخاسرة.

ولما كان إحياء هذه المناسبة الشريفة بمختلف وجوهه رمزاً للتشيع، وسبباً في رسوخ قدمه وتماسكه وتثبيت هويته- كما سبق- كان لاستمرار جمهور الشيعة فيه، وإصرارهم عليه بالوجه المذكور، أعظم الأثر في بقاء التشيع والحفاظ عليه. بل قد يكون هو الدرع الواقي له، والقلعة الحصينة التي تعصمه.

فاجعة الطف نقطة تحول مهمة في صالح التشيع‌

وقد ظهر من جميع ما سبق أن نهضة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) التي ختمت بفاجعة الطف صارت نقطة تحول مهمة في مذهب التشيع، حيث صار لها أعظم الأثر في قوته، ورسوخ قدمه وبقائه، ووضوح حجته وسماع‌

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست