وهو المناسب لحجم التضحية التي أقدم عليها الإمام الحسين (صلوات الله عليه) صابراً محتسباً، راضياً بقضاء الله تعالى وقدره، مستجيباً لأمره، واثقاً بتسديده ونصره.
وبذلك يتضح وجه قوله (صلوات الله عليه) في كتابه المتقدم: «أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح»[2].
فجزاه الله تعالى عن الدين وأهله أفضل جزاء المحسنين. وصلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الميامين الذين استشهدوا معه، والذين سمعوا الداعي فأجابوه، ووثقوا بالقائد فاتبعوه، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ولا عاقهم عن أداء واجبهم عائق مهما بلغ.
و الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ[3]. وله الشكر أبداً دائماً سرمداً. ونسأله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويزيدنا إيماناً وتسليماً إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين. وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير.