responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 463

دعوته، وتوسعه بمرور الزمن، رغم الضغوط الكثيرة، والصراع العنيف. ويأتي في الفصل الثالث من المقصد الثالث ما ينفع في المقام إن شاء الله تعالى.

قال عزّ من قائل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ...[1].

وهو المناسب لحجم التضحية التي أقدم عليها الإمام الحسين (صلوات الله عليه) صابراً محتسباً، راضياً بقضاء الله تعالى وقدره، مستجيباً لأمره، واثقاً بتسديده ونصره.

وبذلك يتضح وجه قوله (صلوات الله عليه) في كتابه المتقدم: «أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح»[2].

فجزاه الله تعالى عن الدين وأهله أفضل جزاء المحسنين. وصلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الميامين الذين استشهدوا معه، والذين سمعوا الداعي فأجابوه، ووثقوا بالقائد فاتبعوه، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ولا عاقهم عن أداء واجبهم عائق مهما بلغ.

و الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ‌[3]. وله الشكر أبداً دائماً سرمداً. ونسأله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويزيدنا إيماناً وتسليماً إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين. وهو حسبنا ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير.


[1] سورة إبراهيم الآية: 24، 25.

[2] تقدمت مصادره في ص: 47.

[3] سورة الأعراف الآية: 43.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست