responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 380

المدينة بعد واقعة الحرة. قال اليعقوبي: «ثم أخذ الناس على أن يبايعوا على أنهم عبيد يزيد بن معاوية، فكان الرجل من قريش يؤتى به، فيقال: بايع على أنك عبد قن ليزيد. فيقول: لا. فيضرب عنقه. فأتاه علي بن الحسين (ع) فقال: علام يريد يزيد أن أبايعك؟ قال: على أنك أخ وابن عم. فقال: وإن أردت ان أبايعك على أني عبد قن فعلت. فقال: ما أجشمك هذا. فلما أن رأى الناس إجابة علي بن الحسين (ع) قالوا: هذا ابن رسول الله (ص) بايعه على ما يريد، فبايعوه على ما أراد»[1].

وقد منع (صلوات الله عليه) بذلك عملية القتل والإبادة الجماعية التي تعرضت لها الأمة المنكوبة، ونبّه لتشريع الله عز وجل التقية من أجل الحفاظ على المسلمين المضطهدين. وذلك بعد أن اتضحت معالم الحق، وفقدت السلطة شرعيتها بسبب فاجعة الطف ومضاعفاتها.

لم يخرج على سلطة الأمويين إلا الخوارج الذين سقط اعتبارهم‌

ويزيد في تعقد الأمور أنه لم يعرف عن أحد قبل الإمام الحسين (ع) الخروج على الحكم الأموي- مع شدة مخالفته للدين، وطول مدته- إلا الخوارج الذين قد سقط اعتبارهم عند المسلمين.

أولًا: لظهور بطلان أسس دعوتهم، خصوصاً بعد قتال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لهم، وفتكه بهم، في بدء ظهورهم، مع ما تظافر عنه (ع) وعن النبي (ص) من قبله من الطعن فيهم، والحكم بضلالهم وهلاكهم.

وثانياً: لتطرفهم وانتهاكهم للحرمات، بنحو أوجب مقت عامة المسلمين لهم. وقد استغلت السلطة ذلك كله ضدّهم، وضدّ كل من يخرج عليها، حتى الإمام الحسين (صلوات الله عليه). حيث حاولت في عنفوان اصطدامها به أن‌


[1] تاريخ اليعقوبي ج: 2 ص: 250- 251 مقتل الحسين بن علي.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست