قل لابن ملجم والاقدار غالبة
هدَّمتَ ويلك للاسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ
وأوّل الناس اسلاماً وايمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما
سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النبي ومولاه وناصره
أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له
ما كان هارون من موسى بن عمرانا
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً
ليثاً اذا لقي الاقران أقرانا
ذكرت قائله والدمع منحدرٌ
فقلت سبحان ربّ الناس سبحانا
اني لاحسبه ما كان من بشرٍ
يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مراد اذا عُدّت قبائلها
وأخسر الناس عند اللَّه ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت
على ثمود بأرض الحجر خسراناً
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها
قبل المنيّة أزماناً، فأزمانا
فلا عفا اللَّه عنه ما تحمّله
ولا سقى قبر عمران بن حطانا
لقوله في شقيٍّ ظلّ مجترماً
ونال ما ناله ظلماً وعدوانا
(يا ضربة من تقيٍّ ما أراد بها
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا)
بل ضربة من غويٍّ أوردته لظى
فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنّه لم يرد قصداً بضربته
إلّا ليصلى عذاب الخلد نيرانا
روى الشبلنجي[1556] قال: ولمّا سمع القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللَّه الشافعي قول عمران بن حطان الرقاشي الخارجي:
للَّه درّ المراديّ الذي فتكت
كفّاه مهجة شرّ الخلق انسانا
[1556] ( 1) نور الأبصار 98.