أقول: وهذه الرواية من العامّة في جواز زيارة النبي صلى الله عليه و آله و سلم وقبور الصلحاء والبكاء على الميّت، ففي أحاديث العامّة: «خذوا دينكم من عائشة» وبذلك فلا اشكال من ناحيتهم.
شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وشماتة الخوارج بوفاته
جُمِعَ الاطباء لعلي عليه السلام يوم جُرح، وكان أبصرهم بالطب كثير بن عمروالسكوني. وكان يقال له أثير بن عمرو، وكان صاحب كسرى يتطبّب، وهو الذي ينسب اليه صحراء أثير-/ فأخذ شاة حارّة فتتبّع عرقاً منها فاستخرجه فأدخله في جراحة عليّ عليه السلام، ثم نفخ العرق فاستخرجه فاذا عليه بياض الدماغ، واذا الضربة قد وصلت الى أمّ رأسه فقال: يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فانّك ميّت.
قال: وفي ذلك يقول عمران بن حطّان الخارجي:
يا ضربةً من تقّيٍّ ما أراد بها
إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
اني لأذكره حيناً فأحسبه
أوَفى البريّة عند اللَّه ميزانا
قال: وقال بكر بن حماد التاهرتي رضوان اللَّه معارضاً له في ذلك:[1555]