نام کتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الغرابي، مها نادر عبد محسن جلد : 1 صفحه : 220
انتشار المنحرفين في سلوكهم بين
أفراد المجتمع.
ولقد توصل العلم الحديث، بعد التجارب
العديدة والاحصائيات الدقيقة إلى خطر هذا النوع من الزواج ولذلك اخذ العلماء يحذرون
الناس منه: " يجب أن يعلم كل فرد أنّ التزوج من الأسر المصابة بالجنون أو الحمق
أو البلادة، أو الادمان على الخمرة يؤدي إلى تحطيم كيان المجتمع, مما يجر معه سلسلة
من المعايب والجرائم التي لا تحمد عقباها "([608]).
وكذلك أكدّت الروايات على ان يكون التدّين
مقياساً لاختيار الزوجة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشجع على ذلك فقد أتاه
رجل يستأمره في الزواج فقال (صلى الله عليه وآله): "عليك بذات الدين تربت يداك.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
"إذا تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو مالها وكّل إلى ذلك وإذا تزوجها لدينها رزقه
الله الجمال والمال"([609]).
وكان التدّين صفة ملازمة للزوجة،
فإنّ سير الحركة التربوية يتقدّم أشواطاً إلى الأمام، وتكون تربيتها للأطفال منسجمة
مع القواعد التي وضعها الإسلام في شؤون التربية، فيكون المنهج التربوي المتبع متفقاً
عليه من الزوجين، لا تناقض فيه ولا تضاد، وتكون الزوجة حريصة على نجاح العملية التربوية
وتعتبرها تكليفاً شرعياً قبل كل شيء، هذا التكليف يجنبها عن أي ممارسة سلبية مؤثرة
على النمو العاطفي والنفسي للأطفال([610]).
ثانياً - اكد الإسلام المرأة أن تتعرف
على حال الرجل الذي تريد أن يكون
[608] فلسفي, محمد تقي: الطفل بين التربية والوراثة, ج1,
ص69.