قال الشريف الرضيرحمه الله:
(ليس في ظاهر الآية ما يقتضي عتاباً وكيف يعاتبه الله على ما ليس بذنب)([63]).
ولمزيد من التأكيد أنّ العتاب هنا
كان من باب العتاب الخفيف قال: (فلو كان للآية ظاهر يقتضي العتاب لجاز أنَّ يصرفه
إلى غيره لقيام الدلالة على أنَّهُ لا يفعل شيئاً من الذنوب)([64]) وهذا أدل دليل على أنّ العفو كان لطيفاً ذا
ودٍّ.
وكذلك مما يؤيد كون المرتضىرحمه
الله يرى أنّ هذا عتاباً لطيفاً وليس فيه نوع لوم له صلى الله عليه وآله وسلم قولهُ:
(إذا تُؤمل في الحقيقة لم يكن فيه عتاب وإنما هو توجع له صلى الله عليه وآله وسلم )([65]).
الثاني:
العتاب الشديد
ذكروا أنَّ هناك خطاباً حَوتْهُ بعض
آيات الذكر الحكيم يكون فيه نوع من العتاب الشديد المصاحب للوم مما يدل معه على
خطأ المعاتب منها:
قال تعالى:{فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ
وَهُوَ مُلِيمٌ} (الصافات / 142).
اعتبر بعضهم أنّ هذا الخطاب كان
شديداً ويحمل عتاباً ناشئاً عن ذنب أقترفه النَّبي يونس عليه السلام استحق معه العتاب
الشديد.