ندب النَّبي الأعظم
صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين إلى جهاد الروم فلبّت دعوته جموع المؤمنين، إلا
أنّ المنافقين أبوا الاشتراك في صفوف المجاهدين، فتمسكوا بأسباب واهية مستأذنين
النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم في التخلف، فإذن لهم صلى الله عليه وآله وسلم،
فنزلت هذه الآية المباركة كما يراها بعضهم أنّها عتاب لنبيه صلى الله عليه وآله
وسلم على ذلك وكلمته عتاب خفيف فيه نوع من الود وهذا ما يراه الشريف المرتضىرحمه
الله (ت436 هـ) من أنَّ المقصود به هنا هو التعظيم والملاطفة في الخطاب([61])
وكذا يرى الطبرسيرحمه الله أنّ هذا من لطيف المعاتبة إذ إنّ تصدير الآية
بالعفو قبل العتاب دليل على ذلك([62]).
[61] ظ: الشريف
المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي، تنزيه الأنبياء 160، انتشارات الشريف
الرضي، إيران – قم، ط 1، 1376 هـ. ش.
[62] ظ: مجمع البيان
5: 46، عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت774 هـ)، مختصر
تفسير ابن كثير 2: 149 تحق محمد علي الصابوني، دار إحياء التراث العربي، بيروت –
لبنان ط1.
نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي جلد : 1 صفحه : 36