وفي صحاح الجوهري، واعتبتُ الطريق
إذا تركتُ سهله وأخذت في وعره، واعتتبْ أي أقصد قال الحطيئة:
إذا مخارمُ أحناءٍ عرضن له
لم ينبُ عنها وخاف الجورَ فاعتتبا
معناه اعتتب من الجبل أي ولم ينبُ
عنه قال الفرّاء، اعتتبَ فلان إذا رجع عن أمرٍ كان فيه إلى غيره([20]).
ويصاغ منه (عتّابٌ وعتابٌ
ومُعتَّب وعتبةٌ وعُتيببة) كلّها([21]) أسماء ومنها
أيضاً (عتيبة وعتّابة) وهي من أسماء النساء([22]).
مما تقدم اتضح أنَّ لكل لفظةٍ معنيين:
أولهما المادي، وثانيهما (المعنوي)، والمادي هو أسبق في الظهور من المعنى
(المعنوي) وعلى سبيل المثال، فالمعنى المادي الذي أشرنا إليه في الفقرة الأولى
(المشي على ثلاث قوائم، وهذا المعنى يرشح لأن يكون هو المعنى الأولي وهو أصل
الاستعمال، وأما ما ورد من معانٍ أُخَر كـ(دخول الفساد في الأمر) فهو معنى معنوي
تطور عن المعنى الأولي، وذلك لأن المشي على ثلاث خلاف الأصل في مشية البعير أو الفحل
فهو فساد في مشيته، وهذا المعنى تطور إلى أنَّ أصبح الفساد في الأمر (عتباً) وحاصل
ما قدّمناه في هذا