مما لاشك فيه أن للامور ظواهر وبواطن فالحجاب صورة ظاهرية ولكن لها انعكاسات
معنوية، في حين أن الرياء صورة باطنية ولكن له انعكاسات باطنية وظاهرية.. ومن هذا
المنطلق اهتمت الشريعة بظواهر الامور من قبيل تهيئة البيئة الصالحة ومن قبيل
الصلاة والحجاب والحج ولكن هذه الامور الظاهرية لها انعكاسات باطنية وتأثيرات معنوية
وهي تسهم في تربية الفرد وتهذيب شخصيته..
وقد أشار القرآن الى هذا الترابط فقال: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ
تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ
رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}([480]). وقال ايضا: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ}.
ويقول تعالى مخاطبا نبيه صلى الله
عليه وآله وسلم: {يَاأَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
(4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}([481]).