وهذا الاهتمام بظواهر الامور وبواطنها نجده واضحا في التربية الزهراوية.. فرعاية الظاهر من قبيل الارسال للمسجد واصطحابهم الى بيت الاحزان وزيارة شهداء احد والتوصية بالنعش (الذي هو رعاية اكثر للحجاب عند الموت) فهي حالات تؤثر على الباطن وتحيي فيه الامور المعنوية وتثبت الخوف من الله والشعور بمعيته الدائمة، فهما صغيران ولكن مجرد وجودهما في المسجد له آثار معنوية كبيرة اضافة الى الآثار الظاهرية، ونفس الشيء يقال عن رعاية الباطن وتأثيره على الظاهر العام والذي نجده من خلال الاهتمام بمتابعة نزول الآيات القرآنية والدعاء والصلاة حيث تتعمد ان يكون الصوت مسموعا (لتحريك الباطن من خلال الصورة الظاهرية). كذلك زهدها عليها السلام ولباسها المتواضع مع ايثارها رغم فقرها (والذي ينبع من الذات الطاهرة) ودعائها للجار دليل على ذاتها السليمة في حبها للآخرين والدعاء لهم وهي دروس اوصلتها الى اولادها، فهذا الحسين عليه السلام بكى يوم العاشر لما راى اعداءه وهم كثرة كاثرة سيدخلون النار بسببه!.. وهذه هي الرحمة المتأصلة في النفوس والتي تنعكس الماً حتى لمرأى الاعداء وهو يتهافتون على نيل الدنيا من خلال استباحة دمه المقدس!

وفي لحظات وداع رسول الله نرى حضور الزهراء عليها السلام مع ولديها مطالبة بالارث المعنوي وهو درس بليغ فالمواريث لا تكون ظاهرية أو مادية فقط!