وتأتي هذه التربية المتوازنة من الوعي والفهم الصحيح للدين حيث يقول أمير
المؤمنين: لا ترى الجاهل الا مفرطا أو مُفرِطا([472]).
ويقول ايضا: خير الاعمال اعتدال الرجاء والخوف([473]).
ويقول ايضا: فكل تقصير مضر وكل افراط له مفسدة([474]).
ونحن نحتاج الى مبدأ الاعتدال والوسطية في كل جوانب حياتنا.. يقول امير
المؤمنين: " أَلا إِنَّ الْفَقِيهَ كُلَّ الْفَقِيهِ الَّذِي لا يُقَنِّطُ النَّاسَ
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَلا يُؤَمِّنُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَلا يُرَخِّصُ لَهُمْ
فِي مَعَاصِي اللَّهِ، وَلا يَدَعُ القرآن رَغْبَةً عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ، لا خَيْرَ
فِي عِبَادَةٍ لا عِلْمَ فِيهَا، وَلا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لا فَهْمَ فِيهِ، وَلا خَيْرَ
فِي قِرَاءَةٍ لا تَدَبُّرَ فِيهَا "([475]).
والاعتدال عامل مهم في التوجيه السليم وتحصيل الراحة النفسية.
عن يعلي بن مرة، قال: إنهم خرجوا مع النبي
صلى الله عليه وآله وسلم إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال فتقدم النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أمام القوم، وبسط يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه. فقبله
وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً،