responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 517

الطبقات الحاكمة نحو السكان الذين كانوا تحت حكمهم كان موقفاً مبنياً على الازدراء والنفور، كانوا رجال مدينة يحكمون سكان الريف البدائيين، كانوا الحكومة مع ما تمثله من عظمة رفيعة وقوة لا حدود لها، الآخرون كانوا أشخاصاً تابعين يجب عليهم أن يكونوا خاضعين للطاعة. مثل شيعي شعبي عبّر عن الشعور المتزايد للحرمان السياسي لدى الشيعة بالقول: الضرائب والموت هما من نصيب الشيعة، بينما المناصب هي من نصيب السنة»([979]).

هذا، ونحن لسنا مع هذا التصنيف العام بين السنة والشيعة، بقدر ما نحن مع التوجه الإسلامي المعارض للسياسة البريطانية الذي ينشد إقامة دولة الشريعة الإسلامية العادلة، وإنما نقول إن السياسة البريطانية التي نفّذتها الحكومات المتعاقبة، واصلت عملية أخذ الثأر من الإسلاميين المعارضين بشكلٍ عام، ومن الذين زلزلوا الأرض تحت أقدام المحتلين أبطال الثورة العراقية الشاملة - ثورة العشرين - بشكلٍ خاص، ومن الذين قادوا الثورة بايمانهم الوطني الحر بشكلٍ أخص، مع أن رجال الحكومات العراقية المتعاقبة يعلمون يقيناً، بأنه لو لا جهاد المجاهدين وعلى رأسهم علماء الدين، ومواقفهم الوطنية والاستقلالية الصلبة لما وصلوا إلى هذه المواقع الإدارية التي يشغلونها، وبالرغم من ذلك تركّز العداء وأخذ الثأر منهم بشتى الطرق والأساليب. ولكن في الوقت ذاته استمر الإسلاميون في مواقفهم الصلبة يقدّمون التضحيات الجسيمة من أجل الأهداف المقدسة.

وهكذا، لقد غيّبت الثورة سلطات الاحتلال البريطاني من واجهةً أحداث المعركة ضدّ الإسلاميين بشكلٍ مباشر، إلاّ أنّ السلطات العراقية -للأسف - خاضت المعركة مباشرة ضد الإسلاميين تنفيذاً لإرادة بريطانيا ونيابة عنها، فإذن كان المخطط البريطاني


[979] عجمي، د. فؤاد: المرجع السابق، ص44-45. راجع: كيدوري، ايلي: مملكة العراق، دار نشر نيقولسن، لندن 1970م،ص261.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 517
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست