responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 518

يستهدف الإسلاميين ورموزهم الحركية والجهادية بالتحديد وذلك لشلّ حركتهم من الأساس، يقول (ويلسون) في برقية إلى وزير الهند بتاريخ 10/12/1918: «إن نظري هو أن المناطق الاستراتيجية في الشرق الأوسط تقع في بغداد لا في القفقاس، فإذا شجعنا فكرة السيادة العربية مقابل السيادة الأوروبية التي اُنتزعت عن الأتراك، بالدماء البريطانية والثروة البريطانية سنحَرم أنفسنا من المنافع الستراتيجية التي نحصل عليها باحتلال مركز الأعصاب هذا.. لقد تمكّنا باحتلال ما بين النهرين أن ندقّ اسفينا في العالم الإسلامي وبهذا حِلنا دون تجميع المسلمين ضدنا في الشرق الأوسط..»([980]).

فإذن كان (ويلسون) أمام مخطط استراتيجي يستهدف السيادة العربية الإسلامية الوطنية في العراق، عن طريق دق اسفين التفرقة في العالم الإسلامي للحيلولة دون توحيد المسلمين في مواجهة أوروبا، وهكذا يأتي عزل العراق عن العالميْن العربي والإسلامي من أولويات هذا المخطط الاستعماري المهم، ولكن مع كل ذلك المخطط الاستراتيجي، المدعوم دولياً - سياسياً ومالياً - من الخارج، والمؤيد من قبل الطبقة السياسية المصلحية من الداخل، نقول بوضوح: لقد استطاعت ثورة العشرين - بكل ثقةِ قادتها وإيمانهم، وبكل براءة أبطالها وشهدائنا وإخلاصهم - أن تحبط ذلك المخطط الاستعماري وتعرقل نجاحه التام، بل وتُفشل تلك السياسة التسلطية على البلاد والعباد. فإنّ من يقف موقف المتبصرين عند هذا المنعطف المصيري من تاريخ العراق، بل من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، ويتعمّق في آثار ثورة العشرين، سيتوصل إلى معرفة الحقيقة التاريخية التي تثبت للعراق وجهاد أبنائه الفضل الكبير في صنع ذلك اليوم التحررّي المجيد لشعب العراق وعموم الأمة. إن ثورة العشرين المجيدة، زوّدت الأمة وعيّاً مكثفاً باتجاه تقوية إيمانها بالله سبحانه، وبإرادتها الوطنية، وبوحدتها المصيرية في ساحات المقاومةوالجهاد.



[980] رقم البرقية (10973). راجع العلوي، حسن: الشيعة والدولة القومية،ص136.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 518
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست