responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 21

ما زرعته القوى الاستعمارية في بلادنا من حكومات مرتبطة غذتها روح الانهزامية وحالة عدم الثقة بقدرات الناس الواعين، فكأنما انتزعت الثقة من أعماق النفوس بالشريعة الإسلامية والتاريخ الإسلامي الحافل بالإمكانيات الذاتية للأمة التي صنعت الحضارات، لذلك جـاءت أغلـب الكتابـات متوافقـة مـع نظريـات الحاكمـين - للأسف - وعادة يكون النسيان أو التناسي في هكذا منهجية من حصة الثائرين والمضحين، الذين كتبوا التاريخ بدمائهم وعرقهم وجهودهم وفي الطليعة القادة العلماء -رضوان الله عليهم - وحتى أن بعض المحاولات التي دونت تلك المرحلة -جديداً - وعالجت أحداثها، فإنها - في نظرنا - لم تكن وافية الأغراض رغم أهميتها، وسنتناولها في هذه المقدمة كنماذج شاهدة، لما تشكو منه.

3. تقويم المرحلة الماضية لمعرفة الحاضر وبناء المستقبل حيث إن شعب العراق شعبٌ متحمسٌ شجاع، تتشرب روحه بنهضة واعية وهي معروفة على مرّ العهود، ويمتاز وعيه بروح النقد والمعارضة الهادفة لنيل حقوقه. فهذا الشعب المسلم أضحى هو المرشح - كما يبدو لي - لتهديد مصالح الاستعمار في المنطقة لو قُدّر لإمكانيات العراق المادية والبشرية أن تتحول إلى أيدٍ أمينةٍ مستقلةٍ، من هنا نفهم بدقةٍ فصول مسرحية الحرب عام 1911م إثر احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي، حيث نفّذ أبطال المسرحية أدوارهم المناسبة بأداء متكامل، كل ذلك لتدمير العراق روحاً وقدرات.

إن دراسة التاريخ السياسي تفسر أحداث الحاضر وترسم آفاق المستقبل، أي إنّ بناء المستقبل إنما يتم عبر النظرة التقويميّة الصريحة لأحداث التاريخ، هذه النظرة التي تستطيع أن تخترق الزمن وتتوصل إلى معرفة جذور المعارك الدائرة اليوم، فهي تسبر الأعماق بكوا شف ثاقبة لتستوضح الحقائق الدفينة، ومن ثمَّ (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) هكذا نحاول من دراستنا هذه أن نعيش الماضي وندرسه بروحٍ موضوعية واعية،

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست